وقصارى ذلك ـ إنهم
تفرقوا بعد العلم الذي حصل من النبي المبعوث إليهم المصدّق لكتابهم ، لأنهم شكوا
فى كتابكم فلم يؤمنوا به ولم يعملوا بما فيه من أمر ونهى.
ادع : أي إلى
الائتلاف والاتفاق ، واستقم : أي اثبت على الدعاء كما أوحى إليك ، آمنت بما أنزل
من كتاب : أي صدقت بجميع الكتب المنزلة ، لا حجة : أي لا احتجاج ولا خصومة :
المعنى
الجملي
بعد أن أمرهم
سبحانه فيما سلف بالوحدة فى الدين وعدم التفرق فيه ، وذكر أنهم قد تفرقوا فيه من
بعد ما جاءهم العلم ، بغيا وحسدا ، وعنادا واستكبارا ـ أمر رسوله صلى الله عليه
وسلّم بالدعوة إلى الاتفاق على الملة الحنيفية والثبات عليها والدعوة إليها وألا
يتبع أهواءهم الباطلة ، ثم أمره بالإيمان بجميع الكتب السماوية ، وبالعدل بين
الناس والمساواة بينهم وبين نفسه ، فلا يأمرهم بما لا يعمله ، أو يخالفهم فيما
نهاهم عنه ؛